الأربعاء، 17 أغسطس 2011

tarek tork رمضان

tarek tork

مدرسة رمضان .. مدرسة التقوى والقرآن .. مدرسة الرحمة والغفران .. والعتق من النيران تفتح أبوابها للطالبين مغفرة وأجرا عظيما

أقبل رمضان وأقبلت معه الخيرات والبركات .. أغلقت فيه أبواب النيران بعدما فتحت أبواب الجنان فأي خير أعظم من ذلك .. وأي بركة هي أنفع من هذه البركة التي تغمر الإنسان المؤمن

أقبل رمضان وأقبلت معه الذكريات الجميلة التي رافقت أيامه المباركة ولياليه الزاهية

يقول الرسول الكريم (ص) في مستهل خطبته الشريفة

أيها الناس، انه قد أقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه افضل الايام ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، دعيتم فيه الى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل الكرامة، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعائكم فيه مستجاب، فأسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة ان يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم وارحموا صغاركم، وصلوا ارحامكم واحفظوا السنتكم، وغضوا عما لا يحل النظر اليه أبصاركم، وعما لا يحل الاستماع اليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس حتى يتحنن على أيتامكم، وتوبوا الى الله من ذنوبكم فارفعوا اليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلاتكم فانها أفضل الساعات ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة الى عباده يجيبهم اذا ناجوه ويلبيهم اذا نادوه ويعطيهم اذا سألوه، ويستجيب لهم اذا دعوه

يا أيها الناس ان انفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا ان الله تعالى ذكره اقسم بعزته ان لا يعذب المصلين والساجدين وان لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين

أيها الناس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه، فقيل يا رسول الله وليس كلنا قادر على ذلك، فقال صلى الله عليه وآله: اتقوا الله ولو بشق تمرة، اتقوا الله ولو بشربة ماء

أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الاقدام، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عنه حسابه، ومن كف فيه شره كف عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً اكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوّع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار ومن أدّى فيه فرضاً كان له ثواب من أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة على ثقل الله ثقّل الله ميزانه يوم يخفف الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور

أيها الناس ان ابواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة فاسألوا ربكم ان لا يغلقها عليكم، والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم ان لا يسلطها عليكم

فقال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، فقمت وقلت: يا رسول الله ما أفضل الاعمال في هذا الشهر؟

فقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا أبا الحسن أفضل الاعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله، ثم بكى. فقلت يا رسول الله ما يبكيك؟. فقال: يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر

كيف نستقبل شهر رمضان المبارك عمليا؟؟

لا شك أننا ندرك واقع شهر رمضان المبارك وأهميته في حياة المسلمين بل في حياة الإنسانية كلها متى ما طبقت تعاليمه كما أرادها الله تعالى أن تسود الكون كله

ولا بد لنا ونحن نستقبل شهر الخير والبركة أن نضع أمام أعيننا جملة أمور مهمة نسير على هديها لنكون مصداقا صادقا لوضعنا كحملة فكر ودين ومذهب

ــ يجب علينا أولا أن ننظف قلوبنا مما علق بها من أمور لا يرتضيها الله تعالى لعباده
القلوب النظيفة الخالية من الحقد والحسد .. القلوب الخالية من الرذائل تكون منبعا صافيا لإنسانية الإنسان التي يجب أن تسود الأرض كلها

ــ يجب علينا أيضا أن نصون جوارحنا عن كل ما حرم الله تعالى على عباده كرامة لأنفسنا وهيبة لشخصيتنا

ــ يجب علينا أن نترفع عن التوافه من الأمور التي لا تليق بالإنسان .. والتي تحط من قدره وشخصيته التي يفترض أن تكون ذات مكانة خاصة في هذا الوجود

ــ يجب علينا ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك أن ننهي كل قطيعة أو غضب أو عصبية

شهر رمضان المبارك فرصة لتصفية الأمور العالقة مع الآخرين والتي تؤدي بطبيعتها إلى التباعد بين الناس

ــ في شهر رمضان المبارك يجب أن نغرس حب العبادة في نفوس الأطفال لكي يتعلموا منا ما يحب الله ويرضى ويمتنعوا عن ما نهى سبحانه ومنع .. كل هذا يجب أن يكون درسا عمليا ينقله الآباء إلى أبنائهم

ــ يجب أن يدرك الإنسان الصائم أنه بين يدي الله تعالى في نومه ويقظته في كلامه وصمته في كل حركة وسكون لندرك أن الله تعالى خصوصا في شهر رمضان المبارك يراقبنا بدقة متناهية ... ربما ليست في بقية الأيام يا ترى كيف سيكون تصرفنا ونحن نستشعر أن الرقيب الحسيب معنا في كل حين ؟ ما نحن فاعلون في هكذا حالة ؟

فرصة عظيمة تلك التي تتهيأ في شهر رمضان المبارك من أجل أن نستغفر الله تعالى عن كل ذنب أذنباه .. وعن كل خطيئة أخطأناها .. لا بد لنا أن نستغل هذه الفرصة لمحو الذنوب والآثام

إلهي أطرقت من جلال هيبتك وخجلت حياءً من عظمتك ، وقفت سائلاً بباك ، ولذت فقيراً بجنابك ، ورست سفينة المساكين على ساحل بحر كرمك وجودك ترجو الجواز إلى ساحة رحمتك ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت

إلهي بالإساءة أقررت ، والتقصير اعترفت ، ولبابك قرعت ، ، ولمعروفك تعرضت ، ولرحمتك خضعت ، ومن فضلك سألت ، فارحم ذل مقامي وضعف قوتي ، وقلة حيلتي وسلطاني واجبر كسر قلبي ، واختم بالصالحات عملي ، بحرمة محمد وآل محمد


اللهم اعنا على صيامه وقيامه واعتق رقابنا من النار

ليست هناك تعليقات: